من طرف mehdi السبت أبريل 03, 2010 1:56 pm
[size=16][size=16]حمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فقد منَّ الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعل ذمَّ المشركين له رفعةً وعلواً فكلما ذمه ذام منهم وانتقصه أكرمه الله ببشارة هي خير من الدنيا وما فيها([1]) ومن ذلك أن العاص بن وائل السهمي كان إذا ذُكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه ، فأنزل الله تعالى في ذلك ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) إلى آخر السورة ([2]).
ومما قيل في سبب نزولها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم كعب بن الأشرف([3]) مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المُصَنْبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج ، وأهل السدانة وأهل السقاية ؟ فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) ([4]) .وهذا هو ديدن اليهود والمنافقين في كل زمان ومكان يزينون للمشركين ما هم عليه من كفر وضلال تصريحا تارة وتلميحا أخرى بل تعدى الأمر هذا عند كثير من أبناء المسلمين فقد قاموا بتعداد محاسن المشركين –زعموا- وتزيينها في نفوس الشباب والفتيات عبر وسائل الإعلام المتنوعة المقروء منها والمرئي والمسموع وانتقاص المسلمين والتقليل من شأن العلماء الربانيين في التحذير من ذلك بل ووصموهم بما هم منه براء ناسين أو متناسين قول الله تعالى ( وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16 الروم) وعودا إلى سورة الكوثر فهي ثلاث آيات قصار وهي أقصر سورة في القرآن([5]) . قال الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى : " سميت هذه السورة في جميع المصاحف التي رأيناها وفي جميع التفاسير أيضاً سورة الكوثر وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه([6]) , وعنونها البخاري في ( صحيحه )([7]) سورة : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ولم يعدَّها في ( الإِتقان([8]) ) مع السور التي لها أكثر من اسم , ونقل سعد الله الشهير بسعْدِي في ( حاشيته على تفسير البيضاوي ) عن البِقاعي([9]) أنها تسمى ( سورة النحر )([10]) . وهل هي مكية أو مدنية ؟ تعارضت الأقوال والآثار في أنها مكية أو مدنية تعارضاً شديداً ، فهي مكية عند الجمهور([11]) واقتصر عليه أكثر المفسرين "ا.هـ([12]) وسورة الكوثر مدنية في قول الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد وصوَّبه السيوطي في الاتقان([13]) ورجحه النووي([14]) رحمهم الله تعالى جميعا . قال تعالى ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) هذه الآية تدل على عطية كثيرة صادرة من معط كبير غني واسع , وصدَّر الآية ( بإنَّ ) الدالة على التأكيد وتحقيق الخبر وجاء الفعل بلفظ الماضي الدال على التحقيق وأنه أمر ثابت واقع ولا يدفعه ما فيه من الإيذان بأن إعطاء الكوثر سابق في القدر الأول حين قدرت مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة([15]) وحذف موصوف الكوثر ليكون أبلغ في العموم ؛ لما فيه من عدم التعيين ([16]).
ما هو الكوثر ؟ والكوثر فسره النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس رضي الله عنه قال : بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال ( أُنزلت على آنفا سورة ). فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3)). ثم قال : ( أتدرون ما الكوثر ) ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم. قال : ( فإنه نهر وعدنيه ربى عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيُختلج([17]) العبد منهم فأقول : رب إنه من أمتى. فيقول : ما تدري ما أحدث بعدك )([18]) وهذا الحديث استدل به مَن يرى السورة مدنية لرواية أنس له ولم يُسلم رضي الله عنه إلا في المدينة ([19]). وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر : قلت لسعيد إن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ؟ فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه ([20]). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا على قول سعيد : وحاصل ما قاله سعيد بن جبير أن قول ابن عباس إنه الخير الكثير لا يخالف قول غيره إن المراد به نهر في الجنة لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير ولعل سعيدا أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه لكن ثبت تخصيصه بالنهر مِن لفظ النبي صلى الله عليه و سلم فلا معدل عنه . ا.هـ([21]) وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة منها : قول عكرمة الكوثر النبوة , وقول الحسن الكوثر القرآن , وقيل تفسيره , وقيل الإسلام , وقيل إنه التوحيد , وقيل كثرة الأتباع , وقيل الإيثار , وقيل رفعة الذكر , وقيل نور القلب , وقيل الشفاعة , وقيل المعجزات , وقيل إجابة الدعاء , وقيل الفقه في الدين , وقيل الصلوات الخمس ([22]). والصحيح هو ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم . وهذا النهر العظيم جاءت له صفات كثيرة منها : ما جاء في حافتيه وطينته : روى أنس بن مالك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال :هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر )([23]) وفي رواية للبخاري عن أنس رضي الله عنه قال : لما عرج بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى السماء قال : ( أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر )([24]) . وكذا حافتاه من ذهب كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج )([25]) .
أما آنيته : فقد قال أنس رضي الله عنه قال نبى الله -صلى الله عليه وسلم- ( تُرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء ) ([26]).
أما مجراه وتربته وماؤه :فكما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج )([27]) .
وقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن طيوره في حديث أنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا )([28]) . وراه أنس بلفظ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ . فَقَالَ ( أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا ) قَالَهَا ثَلَاثًا ( وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ )([29]) . قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى : " في ذلك النهر أو في أطرافه طير أي جنس من الطيور طويل العنق وكبيره أعناقها كأعناق الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور والمعنى أنه أعد للنحر ليأكل منه أصحاب شرب ذلك النهر فإنه بها يتم عيش الدهر " ا.هـ([30]) وقوله ( لناعمة ) أي سمان مترفة ([31]).
ومن صفاته أنه يجري على وجه الأرض من غير شق فيها لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا فَإِذَا حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ ) ([32]). وعن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض ! لا والله ، إنها لسائحة على وجه الأرض ، إحدى حافتيها اللؤلؤ ، والأخرى الياقوت ، وطينها المسك الأذفر . قال : قلت : ما الأذفر ؟ قال : الذي لا خلط له ([33]). وسأل سماكٌ ابنَ عباس رضي الله عنهما عن أنهار الجنة أفي أخدود ؟ قال : لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ها هنا ولا ها هنا قال الله لها كوني فكانت ([34]). ([35]) قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
أنهارها في غير أخدود جرت --- سبحان ممسكها عن الفيضان من تحتهم تجري كما شاؤوا --- مفجرة وما للنهر من نقصان([36])
أما موقعه : فعن أبى عبيدة بن عبد الله قال : قلت لعائشة رضي الله عنها ما الكوثر ؟ قالت : نهر أعطيه النبي صلى الله عليه و سلم في بُطنان الجنة . قال : قلت وما بطنان([37]) الجنة ؟ قالت : وسطها حافتاه درة مجوف ([38]). وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه مفسرا قوله تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بُطنان الجنة ([39]).
قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي أخلص له صلاتك وذبيحتك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه ، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى ا.هـ([40]) وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وقال آخرون في قوله ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) إن المراد به ضع يدك على نحرك وتكايس غيره وقال المعنى استقبل القبلة بنحرك فهضموا معنى هذه الآية التي جمعت بين العبادتين العظيمتين الصلاة والنسك "ا.هـ([41]) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين، وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن، وقوة اليقين، وطمأنينة القلب إلى الله، وإلى عدته وأمره، وفضله، وخلفه، عكس حال أهل الكبر والنفرة وأهل الغني عن الله الذين لا حاجة في صلاتهم إلى ربهم يسألونه إياها، والذين لا ينحرون له خوفًا من الفقر، وتركًا لإعانة الفقراء وإعطائهم، وسوء الظن منهم بربهم .ا.هـ([42]) والمتتبع لسيرته صلى الله عليه وسلم يجده قد قام بهاتين العبادتين خير قيام امتثالا لأمر ربه ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (المزمل ) فقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فسألته لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال (أَفَلَا أٌحِب أنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)([43]) وكان صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أقرنين يذبحهما بيده كما في حديث أنس رضي الله عنه ([44]). وفي حجة الوداع يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر .([45]) وجاء الوعيد الشديد لمن صرف شيئا من ذلك لغير الله تعالى كما يحدث الآن في المشاهد وعند الأضرحة فعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ )([46]) . وقال تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(الأنعام 163) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لاَ عَقْرَ فِي الإِسْلاَمِ ) قال عبد الرزاق : كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة ([47]). وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : نذر رجل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : إنى نذرت أن أنحر إبلا ببوانة. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ) ؟. قالوا : لا. قال : ( هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ ) ؟ . قالوا : لا. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (أَوْفِ بِنَذْرِكَ فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ )([48]). قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى :" بل نحروا في سوحها أي في أفنية القبور النحائر من الإبل والبقر والغنم إذا نابهم أمر أو طلبوا حاجة من شفاء مريض أو رد غائب أو نحو ذلك وأكثرهم يسمها للقبر من حيث تولد ويربيها له إلى أن تصلح للقربة في عرفهم ولا يجوز عندهم تغييرها ولا تبديلها ولا خصيها ولا وجاؤها لا يذهب شيء من دمها إذ ذلك عندهم نقص فيها وبخس فِعْل أولي التسييب والبحائر أي كفعل مشركي الجاهلية من العرب وغيرهم في تسييبهم السوائب وتبحير البحائر وجعل الحام([49]) "ا.هـ([50]) وقال الصنعاني رحمه الله تعالى : " وأما النذور المعروفة في هذه الأزمنة على القبور والمشاهد والأموات فلا كلام في تحريمها لأن الناذر يعتقد في صاحب القبر أنه ينفع ويضر ويجلب الخير ويدفع الشر ويعافي الأليم ويشفي السقيم وهذا هو الذي كان يفعله عباد الأوثان بعينه فيحرم كما يحرم النذر على الوثن ويحرم قبضه لأنه تقرير على الشرك ويجب النهي عنه وإبانة أنه من أعظم المحرمات وأنه الذي كان يفعله عباد الأصنام لكن طال الأمد حتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا وصارت تعقد اللواءات لقباض النذور على الأموات ويجعل للقادمين إلى محل الميت الضيافات وينحر في بابه النحائر من الأنعام وهذا هو بعينه الذي كان عليه عباد الأصنام فإنا لله وإنا إليه راجعون "ا.هـ([51])
قوله تعالى ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى : " ( إِنَّ شَانِئَكَ ) أي: مبغضك وذامك ومنتقصك ( هُوَ الأبْتَرُ ) أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل ، مقطوع الذكر , وأما محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفْع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم "ا.هـ([52]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " و الشنآن منه ما هو باطن في القلب لم يظهر و منه ما يظهر على اللسان و هو أعظم الشنآن و أشده و كل جرم استحق فاعله عقوبة من الله إذا أظهر ذلك الجرم عندنا وجب أن نعاقبه و نقيم عليه حد الله فيجب أن نبتر من أظهر شنآنه و أبدى عداوته و إذا كان ذلك واجبا وجب قتله و إن أظهر التوبة بعد القدرة وإلا لما انبتر له شانىء بأيدينا في غالب الأمر لأنه لا يشاء شانىء أن يظهر شنآنه ثم يظهر المتاب بعد رؤية السيف إلا فعل ذلك فإن ذلك سهل على من يخاف السيف , تحقيق ذلك أنه سبحانه رتب الانبتار على شنآنه و الاسم المشتق المناسب إذا علق به حكم كان ذلك دليلا على أن المشتق منه علة لذلك الحكم فيجب أن يكون شنآنه هو الموجب لانبتاره و ذلك أخص مما تضمنه الشنآن من الكفر المحض أو نقض العهد و الانبتار يقتضي وجوب قتله بل يقتضي انقطاع العين و الأثر فلو جاز استحياؤه بعد إظهار الشنآن لكان في ذلك إبقاء لعينه و أثره و إذا اقتضى الشنآن قطع عينه و أثره كسائر الأسباب الموجبة لقتل الشخص و ليس شيء يوجب قتل الذمي إلا و هو موجب لقتله بعد الإسلام إذ الكفر المحض مجوز للقتل لا موجب له على الإطلاق و هذا لأن الله سبحانه لما رفع ذكر محمد عليه الصلاة والسلام فلا يذكر إلا ذكر معه و رفع ذكر من اتبعه إلى يوم القيامة حتى إنه يبقى ذكر من بلغ عنه و لو حديثا و إن كان غير فقيه أثر من شنأه من المنافقين و إخوانهم من أهل الكتاب و غيرهم فلا يبقى له ذكر حميد و إن بقيت أعيانهم وقتا لم يظهروا الشنآن فإذا أظهروه محقت أعيانهم و أثارهم تقديرا وتشريعا فلو استبقى من أظهر شنآنه بوجه ما لم يكن مبتورا إذ البتر يقتضي قطعه و محقه من جميع الجوانب و الجهات فلو كان له وجه إلى البقاء لم يكن مبتورا "ا.هـ([53]) وقال رحمه الله تعالى : " سورة الكوثر ما أجلها من سورة وأغزر فوائدها على اختصارها وحقيقة معناها تعلم من آخرها فإنه سبحانه وتعالى بتر شانئ رسوله من كل خير فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة ويبتر حياته فلا ينتفع بها ولا يتزود فيها صالحا لمعاده ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا ولا عونا . ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها . وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ورده لأجل هواه أو متبوعه أو شيخه أو أميره أو كبيره . كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها أو حملها على ما يوافق مذهبه ومذهب طائفته أو تمنى أن لا تكون آيات الصفات أنزلت ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن أقوى علامات شناءته لها وكراهته لها أنه إذا سمعها حين يستدل بها أهل السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك وحاد ونفر عن ذلك لما في قلبه من البغض لها والنفرة عنها فأي شانئ للرسول أعظم من هذا وكذلك أهل السماع الذين يرقصون على سماع الغناء والقصائد والدفوف والشبابات إذا سمعوا القرآن يتلى ويقرأ في مجالسهم استطالوا ذلك واستثقلوه فأي شنآن أعظم من هذا وقس على هذا سائر الطوائف في هذا الباب . وكذا من آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة فلولا أنه شانئ لما جاء به الرسول ما فعل ذلك حتى إن بعضهم لينسى القرآن بعد أن حفظه ويشتغل بقول فلان وفلان ولكن أعظم من شنأه ورده : من كفر به وجحده وجعله أساطير الأولين وسحرا يؤثر فهذا أعظم وأطم انبتارا وكل من شنأه له نصيب من الانبتار على قدر شناءته له فهؤلاء لما شنئوه وعادوه جازاهم الله بأن جعل الخير كله معاديا لهم فبترهم منه وخص نبيه صلى الله عليه وسلم بضد ذلك "ا.هـ([54])
ولعل من المناسب أن أذكر بعض المسائل المتعلقة بحوض النبي صلى الله عليه وسلم :
الإيمان بالحوض :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قال القرطبي في المفهم تبعا للقاضي عياض مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي إذ روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة نيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك([55]) مما صح نقله واشتهرت رواته ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرا وأجمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف وأنكرت ذلك طائفة من المبتدعة وأحالوه على ظاهره وغلوا في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته ولا حاجة تدعو إلى تأويله فخرق مَن حرَّفه إجماع السلف وفارق مذهب أئمة الخلف , قلت : أنكره الخوارج وبعض المعتزلة "ا.هـ([56]) وأول مَن جاء عنه إنكار الحوض عبيد الله بن زياد ثم آمن به فعن أبي سبرة قال : كان عبيد الله بن زياد يسأل عن الحوض حوض محمد صلى الله عليه و سلم وكان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلا آخر وكان يكذب به فقال أبو سبرة : أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني مما سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأملى علي فكتبت بيدي فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش والمتفحش ) قال ( ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين ) وقال ( ألا إن موعدكم حوضي عرضه وطوله واحد وهو كما بين آيلة ومكة وهو مسيرة شهر فيه مثل النجوم أباريق شرابه أشد بياضا من الفضة من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا ) فقال عبيد الله : ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا فصدَّق به وأخذ الصحيفة فحبسها عنده .([57]) وعن أنس رضي الله عنه قال : دخلت على عبيد الله بن زياد ، وهم يتراجعون بينهم الحوض فلما رآني قال : قد جاءكم أنس ، فانتهيت إلى القوم فقالوا : ما تقول في الحوض يا أنس ؟ قال : فاسترجعت ، وقلت : ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكرون الحوض ، لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت الله عز وجل أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم([58]) .
هل الحوض هو الكوثر أو غيره ؟
اختلف في ذلك العلماء ولعل أظهر أقوالهم وأصحها دليلا وتعليلا هو أن الحوض غير الكوثر وهو خارج الجنة أما الكوثر فداخلها وهذا ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة وقد سبق أن ذكرت جملة منها والحوض يتغذى من الكوثر إذ يصب ميزابان من الكوثر على الحوض كما في حديث أبى ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما آنية الحوض ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا أَلاَ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ آنِيَةُ الْجَنَّةِ , مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ , يَشْخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ , مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ , عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ مَا بَيْنَ عمانَ إِلَى أَيْلَةَ([59]) مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ )([60]). والحوض يرده المسلمون قبل دخولهم الجنة قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى : الحوض في العرصات قبل الصراط([61]) ، لأنه يختلج عنه ، ويمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم ، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط . وروى البخاري ومسلم عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ )([62]) . والفرط : الذي يسبق إلى الماء .ا.هـ([63]) وهذا الحوض مربع الشكل زواياه سواء كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( حَوْضِى مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلاَ يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا )([64]) كما سبق ذكر عرضه وطوله في حديث أبي برزة وأبي ذر رضي الله عنهما . وهناك أقوام لا يردون الحوض وقد ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها : ما رواه أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِى حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا([65]) دُونِي فَلأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِى أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ )([66]) قال عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى : وأجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم من كندة وحنيفة وفزارة وبني أسد وبنى قشير وبني بكر ابن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنِّه درجوا على الدين القويم والصراط المستقيم .ا.هـ([67]) وقال الخطابي رحمه الله تعالى : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لانصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين ويدل قوله أصيحابي بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره : قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة . ا.هـ([68]) وقيل هم المنافقون أو أصحاب الكبائر أو أصحاب الفرق الضالة والمبتدعة .([69])
وممن يُردُّ عن حوضه صلى الله عليه وسلم ما رواه حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنَّا وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ )([70])
عن العباس الجريري أن عبيد الله بن زياد قال لأبي برزة رضي الله عنه : هل سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ذكره قط يعنى الحوض ؟ قال : نعم لا مرة ولا مرتين فمن كذب به فلا سقاه الله منه ([71]).
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي --- لا زال يشخب فيه ميزابان ميـــــزاب سنته وقول إلهه ---- وهمـا مدى الأيام لا ينيان والنـاس لا يــردونه إلا من الآ --- لاف أفرادا ذوي إيمــان وردوا عـــذب مناهل أكرم بها --- ووردتم أنتم عذاب هوان([72])
اللهم إنى أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تجعلنا ووالدينا ممن يرد حوض وكوثر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأن تسقينا منهما شربة لا نظمأ بعدها أبدا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم وزاد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . منقول[/size][/size]
|
|
الإثنين سبتمبر 16, 2013 4:56 pm من طرف حمودي جمره
» كيف تتصرف في حالة سرقة جهاز الجوال لتمنع السارق من استعمال الجهاز
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:31 am من طرف mehdi
» sony ericsson w 995
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:27 am من طرف mehdi
» ادخل وتعرف على مميزات ومشاكل هاتف نوكياE71 الصيني
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:25 am من طرف mehdi
» الان أسهل طريقة لضبط Wap/MMS/Internet لجميع أجهزة السامسونج
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:22 am من طرف mehdi
» قصة حياة نوكيـــــــــــــــا بالصور
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:20 am من طرف mehdi
» اغرب انواع الموبيلات المتطوره جدا ..!!
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:16 am من طرف mehdi
» صور لجوال مصنوع من خشب !
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:14 am من طرف mehdi
» صور لجوال مصنوع من خشب !
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:14 am من طرف mehdi